هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

خيوط‭ ‬الميزان

 


نحن‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬من‭ ‬الذى‭ ‬ينهج‭ ‬سياسة‭ ‬بالية‭.. ‬المصريون‭ ‬الذين‭ ‬يعترف‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬برقى‭ ‬سلوكهم‭ ‬وحُسن‭ ‬تدبيرهم‭ ‬لشئونهم‭ ‬الداخلية‭ ‬مثل‭ ‬تعاملهم‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬الخارج‭ ‬بكل‭ ‬حيادية‭ ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬الهوى‭ ‬ونزعات‭ ‬الذات‭.‬
والتجارب‭ ‬السابقة‭ ‬والممتدة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬وسنوات‭ ‬تثبت‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالا‭ ‬للشك‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬قد‭ ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬إنقاذ‭ ‬البشرية‭ ‬كلها‭ ‬من‭ ‬أخطار‭ ‬محدقة‭ ‬أمام‭ ‬رعونة‭ ‬سفاح‭ ‬القرن‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬وحماية‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬دعوات‭ ‬هوجاء‭ ‬تستهدف‭ ‬تهجيرهم‭ ‬قسريا‭ ‬من‭ ‬بلادهم‭ ‬وخصوصا‭ ‬غزة‭.‬
من‭ ‬هنا‭.. ‬فلا‭ ‬نشغل‭ ‬بالنا‭ ‬بأى‭ ‬تطاول‭ ‬يأتينا‭ ‬لسبب‭ ‬بسيط‭ ‬أن‭ ‬العلم‭ ‬والخبرة‭ ‬والكياسة‭ ‬والفهم‭ ‬والإدراك‭ ‬كلها‭ ‬تتوفر‭ ‬لدينا‭ ‬بينما‭ ‬جيراننا‭ ‬فى‭ ‬إثيوبيا‭ ‬أو‭ ‬يفترض‭ ‬أنهم‭ ‬كذلك‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬يسرقون‭ ‬مياه‭ ‬نيلنا‭ ‬يتصورون‭ ‬أن‭ ‬التطاول‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نوعًا‭ ‬من‭ ‬الفتونة‭ ‬السياسية‭ ‬وهى‭ ‬التى‭ ‬انتهى‭ ‬زمانها‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬طويل‭.‬
‭>>>‬
‭ ‬إذن‭ ‬مشكلة‭ ‬حاكم‭ ‬إثيوبيا‭ ‬أنه‭ ‬ينام‭ ‬الليل‭ ‬وعندما‭ ‬يستيقظ‭ ‬فى‭ ‬الصباح‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬مازال‭ ‬متشبثا‭ ‬بمقعد‭ ‬الحكم‭ ‬أو‭ ‬تم‭ ‬طرده‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أبناء‭ ‬شعبه‭ ‬الذين‭ ‬تسوؤهم‭ ‬أبلغ‭ ‬إساءة‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬ويفعله‭ ‬ضد‭ ‬إخوة‭ ‬وأصدقاء‭ ‬طالما‭ ‬مدوا‭ ‬أياديهم‭ ‬لهم‭ ‬ليتعاونوا‭ ‬ويمدوا‭ ‬جسور‭ ‬المودة‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬تفجير‭ ‬ديناميت‭ ‬التصريحات‭ ‬‮«‬الفشنك‮»‬‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تسمن‭ ‬ولا‭ ‬تغنى‭ ‬من‭ ‬جوع‭.‬
‭>>> ‬
المهم‭ ‬ويا‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬غباء‭ ‬مستحكم‭ ‬من‭ ‬إثيوبيا‭ ‬على‭ ‬آخر‭ ‬الزمن‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬إثيوبيا‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬رئيسها‭ ‬أن‭ ‬يخطو‭ ‬خطواته‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬الذى‭ ‬يسير‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬مقر‭ ‬حكومته‭ ‬إلى‭ ‬مقر‭ ‬بيته‭ ‬يوميًا‭.. ‬والغريب‭ ‬أنهم‭ ‬يقولون‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬تتبع‭ ‬سياسة‭ ‬تسعى‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إلى‭ ‬جعل‭ ‬الدول‭ ‬تابعة‭ ‬ومطيعة‭ ‬وضعيفة‭ ‬ومجزأة‭.. ‬ثم‭.. ‬ثم‭.. ‬يذهبون‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبلغ‭ ‬زيفا‭ ‬وأكبر‭ ‬خداعا‭ ‬حيث‭ ‬يتهمون‭ ‬مصر‭ ‬بزعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭.‬
ونحن‭ ‬نقول‭ ‬لهم‭: ‬ركزوا‭ ‬قليلا‭ ‬وتعلموا‭ ‬وقارنوا‭ ‬بين‭ ‬ماضٍ‭ ‬قريب‭ ‬وآخر‭ ‬أبعد‭ ‬قليلا‭ ‬لتتذكروا‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تكاد‭ ‬لم‭ ‬تترك‭ ‬بلدا‭ ‬إفريقيا‭ ‬واحدا‭ ‬إلا‭ ‬احتوته‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تملك‭ ‬من‭ ‬إمكانات‭ ‬مادية‭ ‬ومعنوية‭.‬
‭>>> ‬
أما‭ ‬أن‭ ‬يرتدى‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬إثيوبيا‭ ‬أوبرور‭ ‬عسكرى‭ ‬ويردد‭ ‬مصر‭: ‬لا‭ ‬تخيفنا‭.. ‬لا‭ ‬تخيفنا‭..! ‬هل‭ ‬أنت‭ ‬يا‭ ‬خواجة‭ ‬سمعت‭ ‬تهديدا‭ ‬واضحا‭ ‬ومحددا‭ ‬بأن‭ ‬مصر‭ ‬سوف‭ ‬تعتدى‭ ‬عليكم‭..‬؟‭!‬
طبعا‭ ‬لا‭ ‬وألف‭ ‬لا‭ .. ‬فليس‭ ‬العدوان‭ ‬ضد‭ ‬الآخرين‭ ‬من‭ ‬شيمة‭ ‬مصر‭ ‬بحالٍ‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭.. ‬والإثيوبيون‭ ‬يدركون‭ ‬ذلك‭ ‬جليا‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬اسمحوا‭ ‬لى‭ ‬أن‭ ‬أسرد‭ ‬حكاية‭ ‬طريفة‭ ‬وإن‭ ‬انطوت‭ ‬على‭ ‬وقائع‭ ‬مأساوية‭ ‬حزينة‭ ‬بعد‭ ‬غزو‭ ‬العراق‭ ‬بأيام‭ ‬قليلة‭ .. ‬وقف‭ ‬سعيد‭ ‬الصحاف‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام‭ ‬وسط‭ ‬أهم‭ ‬الميادين‭ ‬فى‭ ‬العراق‭ ‬يهاجم‭ ‬الأمريكان‭ ‬ويهددهم‭ ‬ويحذرهم‭ ‬من‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬العراق‭ ‬حتى‭ ‬فوجئ‭ ‬بدبابة‭ ‬أمريكية‭ ‬يستقلها‭ ‬اثنان‭ ‬من‭ ‬جنود‭ ‬المارينز‭ ‬‮«‬وواحد‭ ‬منهما‭ ‬يضربه‭..!‬
عندئذ‭ ‬صمت‭ ‬الصحاف‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭!..‬
‭>>> ‬
هكذا‭ ‬الكلام‭ ‬فى‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة‭ ‬يصل‭ ‬خاويا‭ ‬ويمضى‭ ‬أكثر‭ ‬خواء‭ ‬مع‭ ‬تحياتى‭ ‬للأخ‭ ‬أبى‭ ‬أحمد‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬إثيوبيا‭.‬
‭>>> ‬
و‭..‬و‭..‬شكراً